العمل الصالح و أثره على الفرد والمجتمع

العمل الصالح و أثره على الفرد والمجتمع 

 إنَّ كل عمل يَرضى الله عز وجل عنه يعد عملًا صالحًا، والعمل الصالح يجب أن يتوافر فيه شرطان؛

الشرط الأول: هو إخلاص النية لله تعالى،

الشرط  الثاني: هو أن يكون وفق شريعة الله عز وجل؛ يُرفض أي العمل ويُرد ولا ثواب عليه في حال فقد أحد هذين الشرطين،

 وقد ذكر أبو علي الفضيل بن عياض أن العمل في حال كان خالصًا ولم يكن صوابًا لن يقبله الله عز وجل، وإن كان صوابًا ولم يكن خالصًا لن يُقبل أيضًا حتى يكون خالصًا صوابًا والخالص هو الذي يُقصد به وجه الله تعالى

 أما الصالح فهو الذي يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وللعمل الصالح مكانة عظيمة في الإسلام فهو ثمرةُ الإيمان.

 أثر العمل الصالح على الفرد والمجتمع

 يعدُّ ترك العمل الصالح خسارة كبيرة للإنسان؛ لأن الله عز وجل قد ربطه بالفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، ومن المعلوم أنّ الله عز وجل ذكر العمل الصالح في كثير من آياته الكريمة وقرنه بالإيمان والإخلاص، والإنسان المؤمن لا يقوم بالأعمال الصالحة التي تعود عليه فقط بالخير؛ وإنّما الأعمال الصالحة التي تعود على الآخرين بالخير أيضًا، وللعمل الصالح آثار كثيرة على الفرد والمجتمع وهي كما يأتي:

–  ثمار العمل الصالح تكون آجلة وعاجلة، والعمل الصالح يكون شفيعًا لصاحبه في الدنيا والآخرة.

–  من ثمار العمل الصالح أنه تتنزل الرحمات، وتزداد البركات، ويُستجاب الدُعاء ويعُم الأمن والأمان. إنّ الأعمال الصالحة تُثقِل موازين العباد يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا ولد، ويرتقي بالعبد يوم القيامة.

 – إنّ من ثمرات الأعمال الصالحة أنّ الله عز وجل يُكافئ عباده الذين قاموا بإنجازات عظيمة بأن يستمر ثوابها بعد موت أصحابها، فإذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أمور؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.

 – من ثمرات العمل الصالح أن ينال المؤمن الحياة الطيّبة في الدنيا قبل أن ينتقل إلى الحياة الطيبة في الآخرة. يؤدي العمل الصالح إلى ترابط المجتمع وتماسكه ويدفعه إلى حمل كل معاني الإخاء والصداقة، فيتخلص المجتمع من جميع أشكال الحقد والغيرة من الآخرين، وخاصّة وأنّ الغيرة والحقد يدمران المجتمعات والعلاقات الاجتماعية.

 – إنّ تقديم الأغنياء المال للفقراء باعتبارها أحد الأعمال الصالحة تجعل المجتمع ينتعش ماديًا؛ لأن الفقراء يستثمرون تلك الأموال في مشاريع صغيرة أو أعمال بسيطة تعود عليهم بالنفع والفائدة مما يساعده في تلبية احتياجاته واحتياجات أفراد اسرته.

 – إن اكتمال الحضارات ونموها يعتمد أساسًا على تعاون المسلمين في إماطة الأذى عن الطريق والمساعدة في بناء الحضارات الرائعة والبيئة النظيفة الخالية من الأوساخ.

وأخيرًا إنّ الاهتمام بالأعمال الصالحة يبني مجتمعًا إسلاميًا مميزًا يسيرُ وفق الشريعة الإسلاميّة ويطبقها.

أمّا العمل الصالح فيجعل الفرد أكثر قربًا من الله عز وجل، ويجعله أكثر قربًا من الآخرين وإحساسًا بهم وبمآسيهم، وتعوّد الأنفس على حب الخير، ورفض الفساد والشرور والظلم والأنانية، إضافةً إلى تحسين أخلاق الفرد المسلم وصفاته وزيادة مكانته ورفعته وحب الناس له.

 

منقول

 

م.ت.ش. شام الخير 

 

موضوع المقالة