الصدقة من كسب طيب

الصدقة من كسب طيب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل”.

فقه الحديث

1 – فضل الصدقة من كسب حلال.
2 – أن الله لا يقبل إلا الطيب الحلال،
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم)
قال القرطبي: وإنما لم يقبل الله الصدقة بالحرام لأنه غير مملوك للمتصدق والمتصدق ممنوع من التصرف فيه، والمتصدق به متصرف فيه، فلو قبل منه لزم أن يكون الشيء مأمورا به منهيا عنه من وجه واحد، وهو محال. أهـ. على معنى أن المال الحرام غير مأذون بالتصرف فيه، وقبول الله للصدقة منه إذن بالتصرف فيه فيكون الشرع آذنا وغير آذن لشيء واحد في وقت واحد وهو تناقض محال.
3 – أن الله يضاعف الصدقة الخالصة الطيبة أضعافا كثيرة، ومصداقه في القرآن كثير. يقول تعالى {يمحق الله الربا ويربي الصدقات} ويقول {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون} ويقول {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.}
4 – أن لا يستقل المتصدق ما يتصدق به ولو كان تمرة أو شق تمرة أو كسرة، ما دام ذلك الذي في قدرته.
5 – أن يتقبل المعطي ما يعطاه وإن كان قليلا، وأن يشكر عليه ويكافئ بالدعاء للمتصدق، ولا يسخر من المعطي ولا يحقره، فإن الله تعالى -وهو الغني -يتلقاها بيمينه ولو كانت عدل تمرة، ويثيب عليها وينميها حتى تصير كالجبل.
6 – أن لا يهزأ أحد من متصدق بقليل، فتلك صفة المنافقين: {الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم} إنه لا يدري درجة قبول هذا القليل، فقد يكون عند الله كثيرا، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “سبق درهم مائة ألف درهم”.
7 – الحث على الكسب الحلال، والبعد عن الحرام وعن المشتبهات حتى يبارك الله فيما ينفق.
 
م.ت.ش.شام الخير